“The Color of Pomegranates” ” لون الرمان”
عندما أريد أن أكتب عن الفن يجب أن أتوقف عند لوحة فنية يطلق عليها أسم
” لون الرمان” “The Color of Pomegranates“
وهو فلم للمخرج الأرماني سيرجي باراجانوف وتم إنتاج الفلم في عام 1968م, الفلم يتكلم عن قصة شاعر يطلق عليه أسم ملك الأغنية ويركز المخرج على إظهار جانب الصورة للشاعر وليس الجانب الرومنسي او الكتابة إنما يسلط الفلم الضوء على عدة مراحل يمر فيها هذا الشعر منذ الطفولة حتى مرحلة البلوغ واكتشاف الحب ودخول الدير والموت
, تجسدت هذه الشخصية من خلال عدة حضارات والحضارة الأرمنية بشكل خاص وعن عاداتها وتقاليدها في أيطار فني بحت, لقد جمع المخرج في الفلم مجموعة مشاهد عظيمة من خلال الصورة والتي كانت متأثرة بعدة ثقافات كانت جميعها مرتبطة ببعضها البعض وهي الروسية والإيرانية والتركية والأرمنية, لم يخلوا الفلم من الطقوس الدينية والتي تعبر عن أغلب الثقافات في العالم.
لعب دور البطولة في هذا الفلم الممثلة ” سوفيكو تشياويرلي” ” Sofiko Chiaureli” وهي من دولة جورجيا والتي لعبت في هذا الفلم ست أدوار رئيسية الذكر والأنثى أيضاً.
لا أتذكر المرة الأولى التي شاهدت فيها هذا الفيديو الجميل والذي أشعل رغباتي الفنية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى, أتذكرأنه منذ وقت طويل عندما بدأ الناس يقومون بتحميل أفلامهم الخاصة على موقع اليوتوب, ولكن أتذكر أنني عثرت على هذا الفيديو من خلال البحث عن بعض الأغنيات للمغنية ” نتاشا أطلس” والتي تستهويني بعض أغانيها وطريقتها الخاصة حتى ظهر لي من ضمنهم أغنية ” الإله هو الإله ” “God is god” وهي لمجموعة جونو ريكتور والتي شاركتهم في الأداء الفنانة نتاشا اطلس, علما أنهم أستعانوا بمشاهد الفلم لعمل هذا الفيديو الرائع, وهناك فنانيين و مغنيين كثر قاموا بستخدام بعض الأفكار المستوحاه من هذا الفلم وأذكر منهم المغنية الأميركية ” مدونا ” من خلال أغنيتها ” قصة ما قبل النوم “
والعديد من الفرق الأخرى من عدة دول.
ومن هناك بدأت أنطلاقتي للبحث عن مصدر هذه المشهد وهنا أكتشفت هذه المعلومات التي قمت بختصارها لكم وبحثت عن الفلم حتى وجدته ولم تكن روعة المشاهد في الفلم تقل روعه عن الفيديو المصور والمستخدم لمشاهد الأغنية بكل كانت أكثر غرابة وغموض جميل يطرح التساؤل من خلاله وعن نمط الحياة التي صورها المخرج بطريقته الخاصة وكأنه أراد أن يخلق لغز أو عين أخرى يشرح من خلالها رؤيته الخاصة وماتحتويه المشاهد من فنتازيا ليست بالبعثيه إنما دقيقة جداً في طرحها الفني من خلال مشاهد الفلم.
على الصعيد الشخصي لا أنكر أبداً أن هذا الفلم كان مصدر إلهام كبير جداً لي بل ودت لو أنني أستطيع أن أقوم بتجسيد هذه اللوحات على طريقتي الخاصة وجعلها حقيقة على خشبة المسرح من خلال عرض مسرحي استعراضي وأتذكر أنني منذ ما يقارب العشرة أعوام قمت بوضع فكرة أستعراضية برؤية خاصة لهذا العمل وأتمنى أن أجد الفرصة لجعلها حقيقة.
لسوء الحظ أنني لم أعثر على النسخة المترجمة للغه الأنجليزية لأنني أتذكر أنني شاهدته كاملا مترجما ولكن في الحقيقة ذلك لا يهم كثيراً حيث أن الصورة هي التي تغلب على الحوار, وجدت الفلم كنسخة أرمنية محمل على اليوتوب على ثلاثة أجزاء أتمنى لكم مشاهدة ممتعة.
Comments